ماذا تفعل إذا فوجئت لأول مرة أنك مريض بالفيروس الكبدي ( س ) ؟
هذه الحالة.. هي حالة كل يوم !!
قد يفاجأ من لم يشكو شيئاً طوال حياته بأنه قد أصبح مريضاً بالفيروس الكبدي (س).
تزداد دهشته إذا فوجئ بأنه المريض السليم الذي لم يشكو من أي مرض مع أن هذه الإصابة بالفيروس الكبدي ( س ) قد تكون منذ سنوات.
قد تزداد دهشته وهو يؤكد أنه سليم – لكن سرعان ما يبدأ الشكوى وشكواه دائماً من آلام بجانبه الأيمن ظناً منه أنها آلام الكبد ولكن الحقيقة أنه التوتر الشديد جعل من قولونه.. قولون عصبي تظهر أعراضه على هيئة الألم بالجانب الأيمن وذلك في أغلب الحالات التي نراها.
ماذا تفعل ؟
أولاً: لابد من إعادة التحليل – فقد يكون هذا التحليل تحليلاً كاذباً أو يكون في حدود لا نستطيع أن نقول فيه إن كان سلبياً أو إيجابياً ويعتمد على المعمل في الحكم عليه بالإيجاب أو النفي.
ثانياً: بعد التأكد من حقيقة التحليل يجب استشارة الطبيب فقد يستطيع معرفة حالة الكبد وفي أي مرحلة مرضية – لأن التطورات المرضية المختلفة من التهاب حتى التليف قد تكون صامتة.
إن أراد معرفة المزيد من حقيقة الأمر فعليه طلب الإنزيمات الكبدية فقد تكون مرتفعة وهذه دلالة على فاعلية الفيروس وآثاره على الكبد على هيئة الالتهاب الكبدي.
يمكن أيضاً معرفة نشاط الفيروس وكميته ونوعه بطلب التحليل المعروف P C R ونوع الفيروس – الذي هو غالباً أن يكون من الفصيلة الرابعة التي هي موجودة في مصر.
من المعلوم أنه يوجد فصائل أخرى مثل الفصيلة الثانية أو الثالثة وهي موجودة في أوروبا.
إذا تأكدنا من نشاط الفيروس وزيادة الإنزيمات فيأتي ضرورة دور الطبيب المعالج ولا نستطيع أن نقترح ماذا تأخذ من علاج إلا بعد الوقوف على حقائق المرض كاملاً.
قد يتطلب أخذ عينة كبدية في بعض المستشفيات لمعرفة درجة الالتهاب ومقدار التليف – لو أنها ليست شرطاً أساسياً في علاج جميع المرضى.
إن العلاج الحقيقي للفيروس الكبدي ( س ) هو باستعمال حقن الإنترفيرون بأنواعه المختلفة – فمنه ما يؤخذ مرة واحدة كل أسبوع ومنه ما يؤخذ مرة يومياً حتى تمام الاستجابة ثم يوم بعد يوم.
كما أن إضافة أقراص الريبافيرين تزيد من كفاءة الحقن والاستجابة لها.
إن نجاح هذا العلاج قد أصبح أكثر من 50 % ولذلك أصبحت نتائجه مشجعة – لكن لم يصل إلى الكفاءة الأكيدة 100 % ولن يوجد علاج آخر ولمدة خمسة سنوات قادمة ولكن هناك تعديلات في مسار العلاج كل عام.
إن هذا العلاج يتميز بأنه العلاج الوحيد للفيروس الكبدي ( س ) – لكن له عيوب كثيرة من أهمها ثمنه الباهظ الذي لا يتحمله جميع المرضى.
قد تطرأ تغيرات أثناء العلاج بحدوث بعض المضاعفات الجانبية وجميعها يمكن السيطرة عليها بطريقة واضحة طالما أن العلاج تحت الإشراف الطبي... لذلك لابد من مباشرة الطبيب للمريض أثناء علاجه لأنه يمكن معرفة المضاعفات الجانبية أثناء العلاج – وكل له طريقة علاجه والسيطرة عليه.
ثالثاً: هذا العلاج يحتاج العزيمة والإصرار على الاستمرار فيه لأن اختفاء الفيروس في بادئ الأمر وغالباً في خلال الشهرين الأولين من العلاج ليس معناه الشفاء ولابد من الاستمرار في العلاج حتى سنة كاملة لأن اختفاء الفيروس من الدم قد يكون في أماكن أخرى مثل الكبد فالاستمرار على العلاج هام حتى يتم القضاء عليه تماماً.
رابعاً: قد لا ينجح العلاج وهنا الاستمرار عليه أملاً في النجاح مستقبلاً غير مفيد.
خامساً: بعد الشفاء وتوقف العلاج قد تحدث نكسة بعودة الفيروس مرة أخرى وغالباً قد يكون ذلك في خلال الستة شهور الأولى بعد وقف العلاج... لذلك يجب الإصرار في الاستمرار على العلاج بعد الشفاء لمدة طويلة تقليلاً من احتمال هذه النكسة.
في حالة عدم الاستطاعة المادية أو المعنوية أو الصحية بصفة عامة أو حالة الكبد بصفة خاصة حيث لا نفضل العلاج في حالة التليف الكبدي المتقدم فهنا قد نلجأ للبديل.
ما هو البديل ؟
· بالنسبة لعلاج الفيروس الكبدي ( س ) والقضاء عليه – لا يوجد بديل.
· بالنسبة لحالة الكبد فقد يوجد بعض الأدوية التي قد يكون لها دور في الحفاظ على الكبد.
· يوجد بعض الشعوذات التي هي أمل الغرقان في قشة يتعلق بها – وهذه فعلاً القشة التي تتسبب في غرقه.
كل ما هو معروف عن العلاج البديل إن لم يمثل فائدة - فقد يكون ضاراً في بعض الحالات وخاصة إذا استعمل في الحالة الغير مناسبة له.
لذلك كثرة الأدوية التي توصف للمريض ضارة وليست مفيدة ودواء واحد يكفي وبعض الحالات عدم تناول أي علاج هو العلاج الحقيقي المفيد – لأن الاعتماد على التغذية السليمة من الخضراوات والفاكهة والجو الخالي من التلوث – فقط.. علاج للكبد ووقاية للكبد من أي أضرار.
أما الأدوية المطروحة على الساحة العلاجية فهي بأسماء مختلفة – فقد يشمل كل دواء عقار واحد أو مجموعة من العقاقير في كبسولة واحدة... لذلك أستطيع التأكيد بأن بعض هذه الأدوية المضادة للأكسدة التي يمكن أن تحمي خلايا الكبد من التأثير الفيروسي على الخلايا.
لذلك وجب عليك أن تعرف مشتقات هذه الكبسولات وأنه يدخل في تركيبها بعض هذه المكونات التي سأذكرها...
السليمارين.. أثبتت الأبحاث أنه مشتق من عشب نباتي وأنه مضاد قوي للأكسدة بناء عليه يمكن أن يقلل من سرعة التليف الكبدي إذا وصلت الجرعة اليومية إلى 450 مليجرام... لذلك اقرأ الأدوية التي تتناولها واحسب كمية السليمارين بها فقد تجد بعضها 70 مليجرام والأخرى 140 مليجرام والثالثة 175 مليجرام والرابعة 200 مليجرام بالكبسولة – أنت تحتاج إلى حوالي 450 مليجرام يومياً.
الدواء الثاني المضاد للأكسدة هو فيتامين E بجرعة 400 مليجرام يومياً.
يوجد مواد أخرى مضادة للأكسدة مثل بيتاكاروتين – جلوتاثيون.... الخ
ولكن أهم المواد وأكثرها فائدة هما.. سليمارين – فيتامين E
ما ذكرته هنا إنما هي الأدوية المتفق عليها كعلاج مضاد للأكسدة التي يمكن من خلالها حماية خلايا الكبد من تأثير الفيروس بأكسدة بعض محتويات الخلية الكبدية.
يوجد أدوية عديدة منها الأقراص الصينية الصفراء المعروفة باسم D D B وهذه قد تخفض من الإنزيم الكبدي A L T وأدوية أخرى مثل أورسوفولك – فقد يحسن من نشاط خلايا الكبد ويمنع تكوين الحصوات المرارية في مرضى التليف الكبدي.
وأدوية عديدة........ جميعها ليس لها علاقة بالفيروس الكبدي ( س ).
توجد أدوية أخرى تحتوي على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية التي قد تنقص في مرضى الكبد وخاصة في الحالات المتقدمة – فقد يكون لها بعض الفوائد للمريض الكبدي... لذلك يوجد أكثر من خمسون دواء خاص بالكبد ومرضى الكبد.
تحذير هام لمرضى الكبد
كلما ابتعدت عن الأدوية أو أخذت دواء واحد أفضل من أدوية كثيرة قد تكون إجهاد للمعدة والكبد.