***....حقيقة تنحى شيخ الأزهر. عن منصبه***..

ما بين الحين و الآخر تطفو قضية مشيخة الأزهر الشريف على سطح الأحداث ، و دائما و أبدا ما يرتبط ظهور المشيخة بأحداث و تطورات ساخنة جدا مليئة بالتشويق و الإثارة.. أما آخر ما يتعلق بمشيخة الأزهر و الجدل الدائر حولها فهو ما يقال بشدة خلال الفترة الأخيرة من القرار المصيرى الأول من نوعه الذى ينوى الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف الإعلان عنه قريبا ، تنحصر المعلومات الواردة فى هذا الشأن أن الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر عرض على رئيس الوزراء د. أحمد نظيف نيته التنحى عن منصبه و جاءت رغبة شيخ الأزهر بعد الإجتماع الثنائى الذى عقد بين د. طنطاوى و د. نظيف فى رئاسة مجلس الوزراء و التى عرض فيها شيخ الأزهر رغبته فى التنحى و أسباب إتخاذه لهذا القرار ، و أشارت المعلومات إلى أن السبب الرئيسى فى ذلك يرجع إلى الحالة الصحية للإمام الأكبر التى إستدعت سفره لأكثر من مرة على مدار الثلاثة أسابيع الماضية إلى المملكة العربية السعودية لإجراء فحوصات طبية شاملة ، بجانب الفحوصات التى أجريت له بأكبر مشتشفيات القاهرة و التى إستدعت تركيب قسطرة فى القلب بجانب إجراء جراحة فى العين و متاعب الجهاز الهضمى ، كل ذلك يحول دون إستمرار شيخ الأزهر فى أداء مهام عمله و إحتياجه الشديد للراحة من أجل تنفيذ تعليمات الأطباء المعالجين لفضيلته..من ناحية أخرى كشفت المعلومات الواردة عن هذا اللقاء ان الإمام الأكبر كان قد طالب بالتنحى عن منصبه فى شهر مارس الماضى مع بداية أزمته الصحية إلا أن رئيس الوزراء رفض الطلب فى حينه ، من ناحية أخرى إشارات مصادر داخل مشيخة الأزهر إلى أن هناك قائمة من الأسماء على الساحة الدينية موضوعة حاليا أمام متخذى القرار لإختيار إسم واحد منهم يصلح لتولى هذه المهمة فى حال إصرار د. طنطاوى على ترك المشيخة ، و تنحصر قائمة الأسماء حول الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الأسبق.. و هو أقوى المرشحين فى ذلك الوقت ، و يأتى بعده د. محمود إمبابى و كيل الأزهر الشريف ، و د. على جمعة مفتى الجمهورية ، و الذى يعد منصب شيخ الأزهر هو التطور الطبيعى لمنصبه مثلما حدث مع د. طنطاوى حينما كان مفتيا ثم شيخا للأزهر ، فى حين ردد البعض أسماء د. محمد الراوى عضو مجمع البحوث الإسلامية ، و د. نصر فريد واصل المفتى الأسبق ، و د. أحمد عمر هاشم رئيس جمعية الشبان المسلمين ، و سيكون الفيصل فى إختيار و تفضيل إسم من هذه الأسماء على البقية هو الملف الوظيفى و السيرة الذاتية ، و التقارير الأمنية ، من ناحية أخرى لازالت ردود الفعل تتوالى داخل المشيخة حول الزيارة السريعة غير المعلنة التى قام بها الدكتور أسامة الباز المستشار السياسى لرئيس الجمهورية لمكتب د. طنطاوى ، حيث ربط البعض بين هذه الزيارة و التطورات التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة على الساحة السياسية و على رأسها مشاركة بعض أئمة الأزهر فى مظاهرات تأييد لقوى المعارضة و الإخوان ، إلى جانب تنسيق المواقف قبل زيارة لجنة الحريات الأمريكية لمصر ، فى حين أشارت مصادر إلى أن الهدف من الزيارة إقناع د.طنطاوى بتأجيل فكرة تنحيه عن منصبه فى الوقت الراهن إنتظارا لإستتباب الأوضاع ، و بحث ما سيترتب على هذه الخطوة فى المستقبل بعد لقاء د. نظيف و الإمام الأكبر ، كما قالت المصادر إنه من المنتظر أن يجدد د. أسامة الباز هذه الزيارة خلال الأيام القادمة لمكتب الإمام الأكبر لحسم هذه المسألة.


كتبه أحمد بركة



نقلا عن جريدة النبأ

بالإتفاق مع الجريدة

بتاريخ 26/6/2005





موضوعات أخرى